خطبة
( كيف تنصر نبيك – صلى الله عليه وسلم ) ؟
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
( أما بعد : فيا عباد الله )
في الليلة الماضية تنوقلت مقاطع عن فيلم يُساء فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، تلك المقاطع انتشر عبر وسائل التواصل ، وإن كان ثمَّ حديث حول هذا الموضوع ، فإني أُمَحْوره فيما يلي :
" الأمر الأول "
" اقتضت حكمة الله جل وعلا أن يكون هناك صراع بين الحق وبين الباطل إلى قيام الساعة "
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :
( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )
وفي رواية :
( حتى تقوم الساعة )
فأعداء الله فيما مضى صوروا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في رسومات ، وها هم في هذه السنة يصورون النبي صلى الله عليه وسلم في فيلم يساء في إلى سنته ويطعن فيه في شخصه – صلى الله عليه وسلم - وهذا ليس بغريب ، لم ؟
لأن الحروب التي تشن على الدول الإسلامية من الكفار من الغرب واضحة جلية ، وقد قال الله عز وجل :
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }البقرة120.
{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم }البقرة109.
{وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء }النساء89 .
( الأمر الثاني )
أن الرفعة والعزة تلاشت من الأمة الإسلامية فحلَّ بديلا مكانها الضعف ، وهذا بسبب تقصيرنا وبعدنا عن منهج الله عز وجل ، ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تُكسَّر تسعة أسياف في يد خالد بن الوليد رضي الله عنه في غزوة " مؤتة "
أولئك آبائي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع
قوتهم استمدوها من منهج الله عز وجل ، ولا عجب أن نصاب بمثل ما نصاب به ، ولا عجب أن يدبلج فيلم في ذات الله عز وجل ، لا عجب أن يصنعه هؤلاء بسبب بعدنا عن منهج الله عز وجل :
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد
تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
ما السبب ؟
{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ }هود101
{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }فصلت46
إذاً من أراد العزة والمكانة والقوة فعليه بالرجوع إلى دين الله عز وجل .
( الأمر الثالث )
أن هذه الحروب تنوَّعت وتشكَّلت ومن بينها ما ظهر من هذه المقاطع ، هذا ما أظهرته أيديهم وأفعالهم ، وقد قال الله عز وجل :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118
فهم حينما يتحركون مع بعض الدول الإسلامية ، إنما يتحركون لمصالحهم ، فإذا انتهت المصالح انتهت العلاقة بين تلك الدولة وبين تلك الدولة ، وأكبر دليل ما جرى في بعض الدول العربية لما قامت الثورات ، تخلت تلك الدول الغربية عمن كان يساندها ويعاضدها ، لم ؟
لأن المصالح قد انتهت .
( الأمر الرابع )
أن الناس فزعوا ورعبوا من تلك المقاطع التي انتشرت فأتتنا في وسائل التواصل ، أتتنا آلاف الرسائل ، ولا شك أن هذا خير ، ولكن مكمن القوة في صد هؤلاء ، مكمن القوة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتمسك بسنته ، فزع الصغير والكبير ، والذكر والأنثى ، حتى من به خلل أو انحراف يسير عن طاعة الله عز وجل ، إذا به يفزع مما يتناقل من هذه المقاطع ، ولا شك أن في هذا خيراً عظيماً ، ولكن إذا أردت أن تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تقمع هؤلاء ، وأن تقهر هؤلاء فالأمر بيدك بعد الله جل وعلا كيف ؟
" أن تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم " فكلما ازدادوا إساءة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ازدد إتباعاً لسنته صلى الله عليه وسلم ، هنا يهلك هؤلاء :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
هذا هو الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإلا فإني أقول إنما هي أيام يتناقل فيها هذه الرسائل ثم تنسى كما نسيت أمور أخرى ، فلا تعوِّل على أحد ولا تعوِّل على أي شخص ، ولا على أي جماعة ولا على أي طائفة ، إذا أردت أن تدافع دافع بنفسك ، كيف ؟
اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، حينها تكون هذه النصرة .
( الأمر الخامس )
" أن هذه المقاطع التي انتشرت لا يجوز أن تنشر ، ولا يجوز أن ترى "
لم ؟
لأن هذه المقاطع فيها ترويج وتسويق لهؤلاء ، كما سُوِّقت بعض المقاطع فيما مضى في رمضان عن " مسلسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه " فهنا من حيث لا نشعر نريد النصرة وإذا بنا نضخم الأمر ونعظم الأمر ونزيد الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث لا نشعر ، إذاً لا يجوز أن تنشر ولا أن تُبث ، ولا يجوز أنه ترى هذه المقاطع التي يساء فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يجب عليك أن تحذفها ، لأن تلك المقاطع لو رئيت ربما استقر في الأذهان أن هذه الصورة هي صورة النبي صلى الله عليه وسلم ، بل من لديه قدرة عظيمة فائقة في مجال وسائل التقنية ، من لديه قدرة على أن يعيق هذه المقاطع من أن تكون في " اليوتيوب " أو ما شابه من مواقعها ، فهذا واجب عليه وجوباً عينياً وأجره عند الله عز وجل .
( الأمر السادس )
أن هناك عبارة تتناقل وتوضع صورة ( إلا محمدا ) أو ( إلا رسول الله )
لا شك ، وأنا أجزم أنهم يريدون معنى طيبا ، يعني لا يحق لأحد " هذا ما تضمره قلوب المسلمين ، من أنه لا يجوز أن يعتدى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن من حيث الصورة اللفظية قد يُظن أن لك أن تتكلم في ذات الله ، أو تتكلم في شرع الله ( إلا محمدا ) أو ( إلا رسول الله ) صلى الله عليه وسلم ، مع أن هذا المعنى لا يخطر في بال أحد من المسلمين ، وأقول إن هذه العبارة خيفة من ألا تفهم من حيث المعنى ، ومعلوم أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله ، ومن آذى الله فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن آذى شرع الله آذى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم آذى دين الله ، من آذى الملائكة ، من آذى الكتب السماوية الأخرى فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن خيفة من أن يدرج من ضمن ذلك معانى فاسدة ، فيقال عليك أن تتركها ، والأولى أن تجتنب مثل هذه العبارة ، وكما أسلفت قوتك ، نصرتك ، دفاعك ، منافحتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تظهر في شخصيتك ، أما أن تبرز وأن تبث هذه المقاطع وتكون منَّا رسائل وأقوال جميلة حميدة والصلاة متروكة ، والمساجد مهجورة ، والمحارم تقترف ، والواجبات تترك ، والمعاصي تبرز وتظهر ! فأين النصرة ؟! أين المنافحة ؟! فعليك أن تتقي الله عز وجل .
( الأمر السابع )
" أن تُعْلَم وتُعلَّم صفة النبي صلى الله عليه وسلم " الخَلْقِية "
حتى يستقر في الأذهان ما ذكره المؤرخون وأهل السير عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تستقر تلك الصور المشينة في أذهان بعض الناس ، وأنا أحذر ممن سيأتي من الأجيال القادمة من أبنائنا الصغار ، ممن لا يعرف ذلك ، وبالتالي فهذه صفته صلى الله عليه وسلم ألقيها عليكم على وجه الاختصار ، كما ذكر ذلك أهل السير :
صفته صلى الله عليه وسلم
قامته الشريفة " ليس بطويل ولا بقصير ولا بنحيف ولا ببدين " بين بين .
رأسه الشريف – صلى الله عليه وسلم – " ضخم " وهذا يدل على عظم وكبر العقل .
هذا الرأس الشريف عليه شعر ، هذا الشعر كان يفرقه النبي صلى الله عليه وسلم من منتصف رأسه ، هذا الشعر يصل أذنيه ، وفي بعض الأحيان إلى شحمة أذنيه ، وفي بعض الأحيان ، إلى ما دون ذلك ، وفي بعض الأحيان ، يضرب منكبيه – صلى الله عليه وسلم – هذا الشعر الذي في رأسه فيه نزر يسير من الشيب ، وكان صلى الله عليه وسلم يجعل لشعره أربع ضفائر " أربع غدائر " كان يلف الضفيرة دون أن يعقصها " يعني دون أن يدخل بعضها في بعض ، وإنما كان يلفها فيأخذ ضفيرتين ملفوفتين من جهة الأذن اليمنى فتكون خلف الأذن اليمنى ، وضفيرتين خلف أذنه اليسرى .
وهذا الرأس به صدغان شريفان – ولكل إنسان صدغان – وهما " ما كان بين العين وبين الأذن مما يلي الرأس "
هذا الصدغ الشريف منه صلى الله عليه وسلم كان به نزرٌ من الشيب ، مع أن شيبه صلى الله عليه وسلم في لحيته وفي عنفقته وفي رأسه قيل إنها
( أربع عشرة شيبة ) وقيل إنها ( عشرون شيبة ) فكانت تُعد شعرات شيبه صلى الله عليه وسلم .
أما وجهه الشريف – صلوات ربي وسلامه عليه – كان مستدير الوجه ، ليس بمستطيل ، هذا الوجه الشريف له جبينان – وكل إنسان جبينان – وهما عن يمين الجبهة وعن يسار الجبهة ، هذان الجبينان منه صلى الله عليه وسلم كانا واسعين ، وهذا يدل على كِبر عقله صلى الله عليه وسلم .
هذا الوجه الشريف كان الحاجبان فيه / عليهما شعر دقيق متساوي طويل ، يكاد شعر أحد الحاجبين يلتصق بالآخر ، لكنهما لم يلتصقا ، بين هذين الحاجبين الشريفين عرق إذا غضب – وكان لا يغضب صلوات ربي وسلامه عليه إلا إذا انتهكت محارم الله عز وجل – كان إذا غضب احمر هذا العرق الذي بين الحاجبين منه صلى الله عليه وسلم .
هذا الوجه الشريف فيه العينان الشريفتان / هاتان العينان واسعتان ، عليهما أهداب طويلة الشعر ، تلتف أهداب عينه صلى الله عليه وسلم من طول هذا الشعر .
داخل هاتين العينين الشريفتين / سواد شديد في سواد عينيه ، أما البياض من هاتين العينين فبها حمرة يسيرة لا تكاد ترى .
هذا الوجه الشريف فيه هاتان العينان ، من رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه أكحل العينين ، مع أنه كان صلى الله عليه وسلم يكتحل ، لكن لو لم يكتحل ، من رآه قال إنه أكحل العينين ، كأنه مكحل ، بل هو مكحل خِلْقة صلوات ربي وسلامه عليه .
هذا الوجه الشريف فيه الأنف الشريف/ هذا الأنف أرنبته – وهو أعلى الأنف – كان بارزا وظاهرا منه صلى الله عليه وسلم .
هذا الوجه الشريف به خدّان / هذا الخد ابيض مع حمرة ، صلوات ربي وسلامه عليه .
هذا الوجه الشريف فيه وجنتان ، ما هي الوجنة ؟
هي أعلى الخد ، هاتان الوجنتان كانتا " أسيلتين " يعني أنها في مستوى الخدين ، فلم تكن ظاهرة وبارزة أعلى من الخدين ، ولذا كانوا يقولون " أسيل الخدين " يعني أن الوجنتين متساوية مع خديه الشريفين – صلوات ربي وسلامه عليه .
هذا الوجه الشريف / به فم ضليع ، يعني كبير ، والعرب تمدح في الرجال من كان واسع الفم ، مما يدل على الفصاحة والبلاغة .
هذا الفم الشريف / فيه أسنان متساوية ، ولكن بين الثنية والرباعية ، والثنية هي أول الأسنان في مقدمة الفم ، بعد ذلك تأتي الرباعية ، بعد ذلك تأتي الأنياب ، فكان بين الثنية والرباعية منه صلى الله عليه وسلم فتحات يسيرة .
وهذا الفم فيه لسان شريف أحمر ، وهذا يدل على نظافته صلى الله عليه وسلم ، وكان يخرجه صلى الله عليه وسلم للحسن و الحسين مداعبا لهما ، وكان أحمر لنظافته لأنه كان صلى الله عليه وسلم يحرص على السواك ، حتى عند مماته ، بل كان – كما في المسند ( كان يتسوك على لسانه من آخر اللسان حتى يكاد أن يستفرغ صلى الله عليه وسلم )
هذا الوجه الشريف به لحية – والله المستعان كثير من المسلمين – ليسوا على ما عهدنا بعضهم ممن كان يحلقها ، بل هؤلاء وكثروا فيه العصر يتبعون الكفار في الطريقة الظاهرة ، وإلا فهم على خير إن شاء الله – لكن يتبعون من حيث الظاهر من طعن في نبيهم صلى الله عليه وسلم برسومات وبأفلام ، حُلق الشارب وحلقت اللحية سواء .
فكان صلى الله عليه وسلم كثَّ اللحية من أصولها ، بعض الناس عنده لحية ويمتلئ وجهه بها ، لكنها متفرقة ، لكنه صلى الله عليه وسلم كانت لحيته كثَّة من حيث الأصول ، وكانت طويلة ، ولم يأخذ منها صلى الله عليه وسلم شيئا.
هذه اللحية بها " عنفقة "
والعنفقة : هي الشعيرات التي هي أسفل الشفة السفلى ، وهذه العنفقة من اللحية ولا يجوز حلقها ، ونرى بعض شبابنا – هداه الله – ونريد منه أن ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا به يحلق الشارب ويحلق اللحية ويدع هذه العنفقة ، قد يكون جهلا منه ، وقد يكون عن هوى ، ولكن القوة أن تكون قويا في طاعة الله عز وجل ، هذه العنفقة الشريفة منه صلى الله عليه وسلم بها شيب كثير، فأكثر شيبه صلى الله عليه وسلم في هذه العنفقة ،فكان صلى الله عليه وسلم كثَّ اللحية، ولم يكن يأخذ منها صلى الله عليه وسلم شيئا ، وما أتت من فتاوى تبيح الأخذ منها ،فإنها فتوى مخالفة للأدلة الصريحة الصحيحة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما منكباه الشريفان – صلوات ربي وسلامه عليه –فكان بعيد ما بين المنكبين "
وهذا يدل – كما قال أهل الفراسة – يدل على سعة خُلُقه صلى الله عليه وسلم ، ولذا كما سيأتي كان ( صدره واسعا ) مما يدل على كمال خُلُقه ، وقد أثنى الله عز وجل عليه :
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
يداه الشريفتان – صلى الله عليه وسلم – الذراع منهما كانت طويلة "
والذراع : من أطراف أصابع اليد إلى المرفق ، وكانت أصابعه صلى الله عليه وسلم " ضخمة " وهذا يدل على شجاعته ، بينما كانت راحة الكف لينة ، وهذا يدل على جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم ، حتى إن ابن رجب رحمه الله قال :
" إن بعض الشعراء كتب في بعض الملوك شعرا ، هذا الشِّعر لا يليق إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم :
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلُجَّته المعروف والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لجاد بها فليتق الله سائله
أما صدره الشريف -صلى الله عليه وسلم " فكان واسعا " مما يدل على كمال وسعة خلقه .
هذا الصدر به شعر ، يقال له " شعر المسربة " من أصل العنق إلى السرة ، هذه تسمى بالمسربة ، عليها شعر غزير ، بينما جوانب بطنه صلى الله عليه وسلم فليس بها شعر كثير .
قدماه الشريفتان – صلى الله عليه وسلم – في أعلاها كانت متساوية فليست متعرجة ، بل لو صب عليها الماء لسال هذا الماء سيلا رقيقا رفيقا
هاتان القدمان الشريفتان ليس بها أخمص ، لكل قدم منا أخمص ، يعني أن باطن القدم تكون داخلة ، بينما هو عليه الصلاة والسلام باطن قدمه سواء ، وهذا يعد عند الأطباء إعاقة ، ولكن في رسولنا صلى الله عليه وسلم منقبة ،ولذلك كان أسرع الناس في سكينة وفي وقار ( كأنما ينحط من صبب ) كما عند مسلم ، عند ابن عساكر ( كان إذا مشى ، مشى مِشية من ليس بعاجز ولا بكسلان )
بل كان الصحابة رضي الله عنهم يتسابقون معهم وإنه ليسبقهم وهو لغير مكترث ، صلوات ربي وسلامه عليه .
هذه جملة من صفاته صلى الله عليه وسلم أوردتها على وجه الاختصار ، فلعلها أن تمسح الصورة في أذهان بعض من الناس ، أو لكي تعلم الصورة عنه عليه الصلاة والسلام
وعودا على ذي بدء