مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه : الشيخ زيد البحري

وفي رواية مسلم : (( ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ))

وعند البخاري وصحيح ابن حبان أن الرسول عليه الصلاة والسلام صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال : ( (اثبت : نبي وصديق وشهيدان ))

وفي البخاري :

فقال : لا

فقال : أشهد بيعة الرضوان ؟

فقال : لا

قال: كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان ؟

قال : نعم

قال الرجل : الله أكبر ثم انصرف

فقيل لابن عمر : ما صنعت ينطلق هذا فيخبر الناس أنك تنقصت عثمان

قال :ردوه عليَّ

فلما جاء قال : تحفظ ما سألتني عنه

فقال : سألتك عن عثمان أشهد بدرا فقلت : لا

قال : فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام بعثه يوم بدر في حاجة له وضرب له بسهم

وسألتك أشهد بيعة الرضوان فقلت : لا

قال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام بعثه في حاجة له ثم ضرب بيده على يده فأيتهما خير يد رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام أو يد عثمان ؟

قال : وسألتك هل كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان فقلت : نعم

قال : فإن الله يقول : ((إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }آل عمران155

اذهب فاجهَد جَهْدَك ))

وفي رواية الترمذي وصححها الألباني :

فجاء رجل يستأذن فقال : ائذن له وبشره بالجنة فإذا أبو بكر

ثم جاء رجل يستأذن فقال : ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر

ثم جاء رجل يستأذن فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه فإذا عثمان ))

وفيها قال عثمان : اللهم صبرا قال : الله المستعان ))

وفي المسند وصححه ابن حبان وصححه شعيب عن " مَرْة البَهزي " قال : (( بينما نحن مع الرسول عليه الصلاة والسلام في طريق من طرق المدينة قال : كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر ؟

قالوا : نصنع ماذا يا رسول الله ؟

قال : عليكم بهذا وأصحابه

قال : فأسرعت حتى عطفْت الرجل وقلت : هذا يا نبي الله

قال : هذا

فإذا هو عثمان

عن عبد الرحمن بن سمرة كما عند ابن ماجه وحسنه الألباني : أن عثمان جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام بألف دينار لما جهز جيش العسرة فنثرها في حجره فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام يقلبها في حجره ويقول : (( ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين ))

قال : أذكركم بالله هل تعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في جيش العسرة : ( (من ينفق نفقة متقبلة )) والناس مجهدون يعسرون فجهزت ذلك الجيش

قالوا :نعم

ثم قال : أذكركم بالله هل تعلمون أن رُومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل

قالوا : نعم

وأشياء عدها

وعند الترمذي : بسند حسنه الألباني عن ثمامة بن حزن قال :شهدت الدار حين أشرف عليه عثمان فقال : ائتوني بصاحبيكم اللذين ألبَّاكم عليّ

قال : فجيء بهما كأنهما جملان أو حماران

قال المباركفوري : جـ 10 / أسألكم بالله وبحق الإسلام

قال : فأشرف عليهم عثمان فقال : أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه في دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة )) فاشتريتها من صلب مالي فأنتم اليوم تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر الماء المالح

قالوا : اللهم نعم

فقال : أنشدكم بالله والإسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير له منها في الجنة ))

فاشتريتها من صلب مالي وأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين

قالوا : اللهم نعم

قال : أنشدكم بالله وبالإسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي

قالوا : اللهم نعم

قال : أنشدكم بالله وبالإسلام هل تعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام قام على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى تساقط حجارته بالحضيض قال : فركض برجله فقال :

((اسكن ثبير فإنما عليك نبي وصِدِّيق وشهيدان ))

قالوا : اللهم نعم

قال : الله أكبر شهدوا لي ورب الكعبة إني شهيد ثلاثا

(( كنا نقول ورسول الله عليه الصلاة والسلام حي : أبو بكر وعمر وعثمان ))

وعند الترمذي بسند حسنه الألباني عن ابن عمر قال : ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام فتنة فقال : يقتل هذا فيها مظلوما وأشار الى عثمان

وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام يوم ماتت ابنته رقية عند عثمان وزوجه أم كلثوم

قال كما عند الطبراني وحسنه الهيثمي : (( ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء ))

(( كنا مع الرسول عليه الصلاة والسلام في غزاة فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآية في وجوه المسلمين والفرح في وجوه المنافقين فلما رأ ى ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزق .قال : فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام بتسعة فلما رأى ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال : ما هذا ؟

قالوا: اهداه إليك عثمان

قال : فعرف الفرح في وجوه المسلمين والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت النبي عليه الصلاة والسلام قد رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعت دعاء لأحد قبله : اللهم أعط عثمان اللهم افعل لعثمان

وقد تقدمت لهذا طرق في الفتن كما قال الهيثمي صـ 97 / عند مسلم أن سعيد مولى عثمان أن عثمان أعتق عشرين عبدا مملوكا ودعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام

وقال : (( إني رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام البارحة في المنام وأبو بكر وعمر وقالوا : اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه ))

عند الطبراني وحسنه الهيثمي:

لما ماتت ابنته رقية عند عثمان زوجه أم كلثوم فقال (( ما زوجت عثمان الا بوحي من السماء ))

لا أحد تزوج بنتي نبي سواه ولذلك سمي : ذا النورين

وذكر ابن عباس من طرق كما قال السيوطي : أن عثمان كان رجلا رَبْعة ليس بالقصير ولا بالطويل حسن الوجه أبيض مشربا بحمرة بوجهه نكتات جُدَرى كبير اللحية بعيد ما بين المنكبين طويل الذراعين جعد الرأس أصلع يخضب بالصفرة

قال زيد : قال أبو بكر إنك رجل شاب وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله عليه الصلاة والسلام فتتبعْ القرآن فاجمعه فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن

قلت كيف تفعل لم يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام

قال : هو والله خير

فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدرأبي بكر وعمر

فتتبعت القرآن أجمعه من العشب واللحاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ابن خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره : ((لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{128} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{129} ))

فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها

وفي البخاري أيضا :

أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة

فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر :

فنسخوها في المصاحف

وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردّ عثمان الصحف إلى حفصة

فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق قال : زيد بن ثابت : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله يقرأ بها فالتسمناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري عليه فألحقناها في سورتها في المصحف

قال ابن حجر : في الفتح : إن الذي وجد معه آخر سورة التوبة هو أبو خزيمة ، وأما آية الأحزاب فوجدت مع خزيمة بن ثابت

وقال : إن الذي فقد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه الآيتان من آخر سورة براءة ، وأما الآية التي في سورة الأحزاب فقد فقدت في خلافة عثمان ، وقد جزم ابن كثير في رواية ابن مجمع وليس كذلك بل وهِمَ

· انتهى كلامه