منتديات خوخا
اهلا ومرحبا زوارنا الكرام
منتديات خوخا
اهلا ومرحبا زوارنا الكرام
منتديات خوخا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات خوخا

شامل برامج افلام
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» اذاعه القران الكريم من القاهره
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالجمعة أبريل 24, 2020 6:02 pm من طرف Admin

» امساكية رمضان 2020 في مصر
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالخميس أبريل 23, 2020 6:28 pm من طرف Admin

» امساكية رمضان 2020 مصر
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 9:36 pm من طرف Admin

» كدبة كل يوم ()
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 8:06 pm من طرف Admin

» 365 يوم سعادة ()
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 8:04 pm من طرف Admin

» 45 يوم () فيلم
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 8:03 pm من طرف Admin

» Macbeth ()
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 7:31 pm من طرف Admin

» Macbeth ()
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 7:30 pm من طرف Admin

» Season of the Witch ()
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالأحد أبريل 19, 2020 7:25 pm من طرف Admin

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

 

 العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 136
تاريخ التسجيل : 17/04/2020

العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري Empty
مُساهمةموضوع: العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري   العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري I_icon_minitimeالسبت أبريل 18, 2020 7:22 pm

أما بعد : فيا عباد الله /

تحدثنا في هذه الخطبة الماضية عن ( فتح مكة ) وفي أعقاب ذلكم الفتح تحطمت فلول الشرك في مكة ، لكن بعض الطوائف وبعض القبائل التي استمرت على غيها وطغيانها جمعت جموعها في ( حنين ) وهو وادٍ قريب من مكة ، فتجمعت قبيلتا هوازن وثقيف ، جمعوا جموعهم يريدون بذلك القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر مرحلة من مراحلهم ، جمعوا جموعهم ، حشدوا أموالهم ونساءهم وأبناءهم وجميع قواتهم ، حتى لا يفكروا في الفرار من المعركة ، ولا شك أن مثل هذا الحشد من هذه القوى والعتاد والأبناء والنساء والإبل والغنم ، لا شك أنها مؤشر تفاؤل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، إذ إن هاتين القبيلتين أتت بغنائمها للمعركة ، بل بأحب الأشياء إليها وهي الأموال والنساء ، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بحالهم ، أتاه الخبر ، فأراد أن يستطلع أخبار القوم ، فأرسل عليه الصلاة والسلام صحابيا يسمى بعبد الله بن أبي حدردٍ الأسلمي ، لينظر ماذا عليه هؤلاء ، فأتى رضي الله عنه ولبث فيهم يوما أو يومين ، فلما أخذ جميع الأخبار أتى بها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، هوازن وثقيف لم تقتصر على ذلك ، بل إنها استنفرت القبائل الأخرى من غطفان وغيرها ، وكانت لهم خطط محكمة ، وأفادهم الموقع الجغرافي شيئا كثيرا في هذه المعركة ، فجعلوا مرحلة المعركة مجزأة أجزاء ، وكان عدد هؤلاء عشرين ألف مقاتل ، وكانت عندهم عزة وكبرياء نتيجة لما يرون من قواهم وعددهم وعتادهم وللمكان الذي يستوطنون فيه في هذه المعركة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى من المدينة إلى مكة بعشرة آلاف ، فانضم إليه عليه الصلاة والسلام ألفان ممن أسلم في مكة من الطلقاء ، فانطلق عليه الصلاة والسلام ، وكان لوجود هؤلاء الطلقاء ممن هم حدثاء عهد بكفر ، كان لوجودهم آثار سلبية في بعض الألفاظ التي يتلفظون بها وفي بعض المواقف التي يقفون فيها ، لما مر بهم عليه الصلاة والسلام على شجرة ، وإذا بهذه الشجرة عندها قوم من الكفار ينوطون بها أسلحتهم ، يعني يتبركون بها ، ومعلوم أن التبرك بجميع صوره إلا ما نص الشارع باستثنائه ، وسيلة من وسائل الشرك ، فلا تبرك بالأشجار ولا بالأحجار ولا بالقبور ولا بترابها ولا بأحجارها ولا بشيء من هذه الأشياء التي تقرب المسلم إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى ، فقالوا يا رسول الله ( اجعل لنا ذات أنواط ، كما أن لهؤلاء ذات أنواط ) يعني نتبرك بها ، فقال عليه الصلاة والسلام ( الله أكبر ، قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } لتتبعن سَنَنَ من كان قبلهم ) فلما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى وادي حنين التقى بأعدائه ، فدارت رحى المعركة في المرحلة الأولى ، فنشبت المعركة بين الفريقين ، وكانت هناك كلمة ما كان ينبغي أن يتفوه بها بعض الصحابة ، لأن عددهم قد بلغ اثني عشر ألفاً ، فلما رأوا هذا العدد الذي لم يسبق للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج به في حياته فيما مضى ، لما رأوا هذا العدد قالوا ( لن نُغلب اليوم من قلة ) وهذا يؤكد لنا أن القوى لا معيار لها إذا ضعفت النفوس من التوكل على الله سبحانه وتعالى ، نحن في هذا العصر يبلغ المسلمون أكثر من ألف مليون مسلم ، لكن للأسف غثاء كغثاء السيل ، مع أن لديهم قدرات ومدخرات وعندهم قوى ، وعندهم من الثروات ما ليس لغيرهم ، ولكن لما ضعفت النفوس من التوكل على الله سبحانه وتعالى ، حلَّ بها ما حلَّ من هذه الهزائم الكبرى ، وممن ؟ من شرذمة قليلة من اليهود ، تعد على الأصابع إذا قورنت بأعداد المسلمين ، فلما قالوا تلك الكلمة ودارت المعركة ، ولَّت هوازن وثقيف من المعركة ، فظن بعض زعماء قريش وممن في قلبه ضعف ممن أسلم حديثا ، ظن أن هؤلاء قد فروا ، وكان هؤلاء الزعماء برحوا في مؤخرة الجيش ينظرون إلى الغنائم فقط ، لا ينظرون إلى شيء آخر ، فلما ولَّت هوازن وثقيف انكب الصحابة رضي الله عنهم على الغنائم ليجمعوها ، فأتت الخطوة الثانية من هوازن وثقيف ، كانوا مختبئين ، فجعلوا يرشقون الصحابة رضي الله عنهم بالنبال رشقا لا يكادون أن يخطئوا أحدا ، فولوا على أدبارهم ، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكب على بغلته ، لم يبق سوى عشرة من الصحابة ، منهم العباس وأبو بكر وعمر وعلي وأبو سفيان الحارث بن عبد المطلب ، لم يبق إلا هؤلاء النفر ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته يتقدم القوم ، وكان أبو سفيان الحارث بن عبد المطلب والعباس يمسكان بزمام بغلته عليه الصلاة والسلام حتى لا يدخل في صفوف العدو ، خشية عليه صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انكشف القوم تستروا به لشجاعته وعظم بأسه عليه الصلاة والسلام ، فلما رأى أصحابه قد فروا ، قال :

( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ، اللهم نصرك ) فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن أمر العباس ، وكان ذا صوت جهوري ، كان شديد الصوت ، فأمره أن ينادي في أهل بيعة الرضوان ، أن ينادي في الأنصار ، فلما سمعوا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا ( لبيك لبيك ) حتى إن أحدهم ما كان ينتظر أن يلوي عنق بعيره حتى يرجع ، فكان يدع البعير ويأخذ سيفه ورمحه ونبله ويأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما اجتمعت جموع المسلمين ، بدأت المعركة الحقيقية ، لما صفت تلك النفوس وخلت من الاعتماد على القوة ، وتوكلت على الله سبحانه وتعالى أتى نصر الله ، إلى درجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من تراب فرمى بها في أعين القوم فقال ( شاهت الوجوه ) فلم تخطئ تلك الحفنة عين أحد منهم ، معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولذلك قال سبحانه وتعالى في سورة التوبة :

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ } النصر من عند الله ، ليس من قوتكم ، ثم ما الذي بعدها ؟ { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ{25} لكن لما صفت النفوس { ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ{26} ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{27} فولت هوازن وثقيف من المعركة ، وقد خلَّفوا غنائم كثيرة ، لكن أتى ذلك الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ، ونادى في أصحابه ، نبي الرحمة ، نبي الرأفة ، نبي السلام ، نبي حقن الدماء ، قال ( لا يُقتل صبي ولا امرأة ولا أجير ولا من لم يحمل السلاح ) قال بعض الصحابة ( إنما هو أولاد المشركين ) ما هناك بأس أن يقتلوا ،

فهم أولاد المشركين وسيتربون على نهج آبائهم – اسمع – قال عليه الصلاة والسلام ( أَوَهلْ خياركم إلا أولاد المشركين ؟! ) خياركم سلالتهم مَنْ؟ المشركون ( أوهل خياركم إلا أولاد المشركين ؟! ) إنما بعث رحمة صلوات ربي وسلامه عليه ، ثم انظر إلى هذه العظمة وهذا النبل وهذه الرحمة منه عليه الصلاة والسلام ، جمعت الجموع من الغنائم ، فبلغ عدد النساء والأبناء ستة آلاف ، وبلغ عدد أواقي الفضة ما يقرب من هذا العدد ، وبلغ عدد الإبل أربعة وعشرين ألفا ، والغنم أكثر من أربعين ألفا ، لا يريد الدنيا عليه الصلاة والسلام ، ولا يريد من هذه الفتوحات أن يظفر بمال ، لو أراد عليه الصلاة والسلام أن تسير له جبال مكة ذهبا وفضة لأدرها الله سبحانه وتعالى عليه ، فجمع هذه الغنائم ولم يقسمها بين الصحابة ، وجعلها في منطقة تسمى بالجعرانة ، وهي قريبة من مكة في الحل ، فجمع عليه الصلاة والسلام هذه الغنائم وتركها ، تركها من أجل ماذا ؟ تركها لعل هوازن أن تخضع وأن تسلم فيرد عليهم غنائمهم ، لعل وعسى ، فتركها عليه الصلاة والسلام ، فتجمعت بعض الجموع من هوازن في وادٍ بين مكة والطائف يسمى بأوطاس ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضي على شرهم ، وبالفعل أرسل إليهم من قضى على شرهم ، لكن ثقيفا بقيادة مالك بن عوف ، وهو من أعظم زعمائهم وله من الذكاء والفطنة الشيء الكثير ، أخذ من معه من ثقيف وأخذ مؤناً من الطعام والزاد ما يكفيه عاما كاملا وتحصن في حصن الطائف ، فما كان عليه الصلاة والسلام إلا أن انطلق إلى هؤلاء لكي يكسر شوكتهم ، مع أنه عليه الصلاة والسلام ليس بحاجة إلى أن يفتح الطائف ، لم ؟ لأن الطائف حصن صغير وبلدة صغيرة وتحيط بها بلاد المسلمين ، فما كان من ثقيف في نهاية الأمر إلا أن يُسلموا أو يستسلموا ، ليس لهم خيار ، لكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يضعف شوكتهم فحاصرهم ، فلما حاصرهم ، وكانوا ذا حصون منيعة ، وكانوا يرمون الصحابة رضي الله عنهم بالنبال العظيمة الكثيرة ، حتى أصابوا بالمسلمين جراحات ، فرماهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمنجنيق ، لكنه لم يفد شيئا ، لأن المنجنيق كان عدده قليلا ، وليس هناك من يُحسن الرمي به في ذلك الوقت ، فأصابوا في المسلمين جراحات ، فنادى عليه الصلاة والسلام ( أيما عبد نزل من الحصن فهو حر ) ينادي في الأرقاء ، فنزل إليه ثلاثة وعشرون رقيقا ، منهم أبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي ، فأسلموا فأعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن صمود ثقيف كان صمودا عجيبا ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الهزيمة في نفوسهم ، فأمر بإحراق النخيل والأشجار في بلادهم ، وهذا أمر الله سبحانه وتعالى ، ليس فسادا ولا إفسادا ، كما قال تعالى في بني النضير { مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ } يعني من نخلة طيبة {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ }الحشر5 ، هذا أمر الله سبحانه وتعالى ، فنادت ثقيف تناشد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع هذا الرحم ، فلما علم عليه الصلاة والسلام بأنهم قد ضعفوا ، تركها عليه الصلاة والسلام ، فلما جاء من الغد قال عليه الصلاة والسلام للصحابة لنترك ثقيفا ، فأبوا إلا أن يفتحوها ، فتكرر الأمر ، وأثخنت ثقيف في الصحابة جروحا بليغة ، فشاورهم النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى ، أن يدعوا فتح الطائف، فما كان من القوم إلا أن استجابوا للنبي صلى الله عليه وسلم ، عاد عليه الصلاة والسلام إلى الجعرانة ، وإذا بذلك المال الوفير ينتظره ، وكان عنده عليه الصلاة والسلام أمل أن تأتي هوازن ، فظل عليه الصلاة والسلام بضع عشرة ليلة ينتظر أن تأتي هوازن لعلهم أن يسلموا ، فلما لم تأتِ ، قسمها عليه الصلاة والسلام ، لكنها كانت قسمة يراد بها مصلحة ، ولذلك أقول من هذا المقام من باب التحدث بما أعلمه من شرع الله سبحانه وتعالى ، أقول من هذا المقام إن ولي الأمر قد يرى ما لا يراه آحاد الناس في توزيع الأموال ، إن كانت هناك أخطاء فالتبعة على هؤلاء ، أما نحن كآحاد الناس فإننا قد لا نرى ما لا يرون ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل بتلك الغنائم الكبيرة الكثيرة التي كان الصحابة ينتظرونها ؟ أخذ مائة من الإبل وأعطاها أحد زعماء غطفان ، وأخرى لزعيم من بني تميم ، وستة من زعماء قريش ، المهم أنه وزعها على أناس كانوا حديثي عهد بكفر ، فكأن بعض الصحابة وجد في نفسه شيئا ، تلك الغنائم الوفيرة توزع على هؤلاء ! فسمع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من ذلك ، وقد وجد عليه الصلاة والسلام أذى باللسان من بعض القوم ، لكنه عليه الصلاة والسلام كان صبورا حليما يراعي أمر الله ، فقال عليه الصلاة والسلام ( والله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل ، والذي أدع أحب إليه من الذي أعطي ، ولكنني أعطي أقواما أتألفهم على الإسلام ، وأدع أقواما لما أرى في قلوبهم من الإيمان والخير ) تعرفون قدر الأنصار رضي الله عنهم { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }الحشر9 ، الذين سطروا أروع الآيات في الإنفاق والبذل للمهاجرين لما أتوا ، حتى إن بعضهم كان ينازع صاحبه في استضافة وفي قسمة ماله مع المهاجرين ، ولذلك ما نزل مهاجري على أنصاري إلا بقرعة ، كانوا يتنافسون ، تعال لتأخذ نصف مالي ، وجدوا في أنفسهم شيئا من ذلك ، قالوا ( يعطي قريشا وسيوفنا تقطر من دمائهم ) حتى إن حسان رضي الله عنه ، وهو أحد الشعراء ، أنشد قصيدة من ثلاثة عشر بيتا ، في مطلعها :

وأت الرسول وقل يا خير مؤتمن



قُدَّام قوم همُ آووا وهم نصروا




يقصد بذلك الأنصار ، نحن نصرناك يا رسول الله ، لماذا تعطى هذه الأموال لغيرنا ؟ وسيوفنا تقطر من دمائهم ، لكنه أراد عليه الصلاة والسلام مصلحة عظمى ، لعل هؤلاء الزعماء أن يسلموا ، فتكون هناك منفعة للمسلمين ، فلما علم عليه الصلاة والسلام – وهم بشر رضي الله عنهم – فلما علم عليه الصلاة والسلام بما قالوا أتى إليهم وقال ( يا معشر الأنصار مقولة بلغتني عنكم ، ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله ؟ ألم تكونوا عالة ) يعني فقراء ( فأغناكم الله ؟ ألم تكونوا متنازعين فألف الله بين قلوبكم ؟ فقالوا : الله ورسوله أَمَنُّ يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : يا معشر الأنصار أوجدتم في أنفسكم في لعالة من الدنيا أتألف بها أقواما ليسلموا ، وأدعكم لإسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟ والله لو سلكت الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، والذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ) فما كان من القوم إلا أن اخضلوا لحاهم بالدموع ، فقالوا : رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ونصيبا ) لما علموا الحكمة من ذلك ، وكانوا أغنياء القلوب رضي الله عنهم ، لما علموا بالحكمة اطمأنت نفوسهم – سبحان الله – قدر الله نافذ ، فما كان من وفد من هوازن إلا أن أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسلموا ، أين الغنائم ؟ قسِّمت ووزعت ، فقال عليه الصلاة والسلام لما أتى هذا الوفد وأرادوا أن يُرجعوا سبيهم وأموالهم ، فقال عليه الصلاة والسلام اختاروا إما السبي وإما الأموال ، فقالوا نختار السبي، نختار نساءنا وأبناءنا على الأموال ، فنادى النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة ، فقالوا رضينا يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة والسلام ( كلا ، فإنا لم نعرف من أذن ممن لم يأذن ، فلترفع إلينا عرفاؤكم ) يعني رؤساؤكم

( هذا الأمر ) فرفع العرفاء الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصحابة قد أذنوا بذلك وطابت نفوسهم ، في تلك اللحظات يتذكر النبي صلى الله عليه وسلم موقفا قديما له ، لما أتت امرأتان ، أخته الشيماء من الرضاعة ، وأمه حليمة السعدية كما قال بعض المؤرخين ، فتذكر عليه الصلاة والسلام تلك الطفولة التي رضع فيها من هذه المرأة ، ورضعت معه هذه الأخت الشيماء ، أخته من الرضاعة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم استقبلهما أحسن استقبال وأكرمهما ، ثم قام عليه الصلاة والسلام بعد هذا الأمر ، قام فأحرم بعمرة من الجعرانة ، وأدى هذه العمرة ، كل ذلك وقع في الخامس من شهر شوال للعام الثامن من الهجرة ، هذه بعض الفوائد والمواقف والعبر من هاتين الغزوتين .

الخطبة الثانية




أما بعد : فيا عباد الله /




كان هناك شاعر يسمى بكعب بن زهير بن أبي سلمى ، هذا الشاعر قد ذم أخاه بُجَيرا ، له أخٌ يسمى بجيرا ، فذمه في قصيدة وعرَّض في هذه القصيدة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ، وكان لذلك الشعر أثر عظيم في تلك المجتمعات ، فإن الشعر يعد في ذلك المجتمع بمثابة وسائل الإعلام في هذا العصر ، ويا ليت إعلام المسلمين ينحى إلى ما فيه خير وصلاح للأمة ، فإن الإعلام له تأثير قوي على المسلمين ، وهذا يُرى ، فإن البعض قد يخطو خطوات في كلامه في أحد المجالس بناء على ما رآه في قناة ما ، وآخر ينحو بنحو آخر على خلاف ذلك لما يراه من قناة أخرى ، فإن للإعلام تأثيرا كبيرا ، فليتق الله هؤلاء الإعلاميون ربهم في أمتهم ، فإن له تأثيرا في هذا المجتمع وفي هذا العصر ، فما كان من بجير لما رأى أن القبائل كلها قد خضعت ، ما كان منه إلا أن أرسل إلى أخيه بقصيدة يؤِّمنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إنْ أتى مسلما ، فقال في مطلعها :

إلى الله لا العزى ولا اللات وحده



فتنجو إذا كان النجاءُ وتسلمُ

يقول لأخيه : ( إلى الله ) يعني عد إلى الله ، لا إلى العزى ولا إلى اللات ، فإنها لا تفيدك ، فإذا أردت النجاة فعد إلى الله ، لا إلى هذه الأصنام ، فلما استوثق كعب من خبر أخيه ، أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فأنشد قصيدةً كثيرٌ من المتعلمين يعرفونها ، في مطلعها ( بانت سعاد ) وقد نقل ابن هشام رحمه الله أكثر من خمسين بيتا ، فلما أتى ، كان فيما قاله :
نُبئت أن رسول الله أوعدني



والعفو عند رسول الله مأمولُ

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة



القرآن فيها مواعظ وتفصيل

لا تَأْخُذَنِّي بأقوال الوشاة ولم أُذنب



ولو كثرت فيًّ الأقاويــل




فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُسر بما يقول ، حتى أنه دعا أصحابه إلى أن يسمعوا ، لما بلغ في قصيدته :



إن الرسول لنور يستـــضاء به



مُهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش لما قال قائلهم



ببطن مكة لما أسلموا زولوا




فأسلم رضي الله عنه ، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم فرح بإسلامه فرحا كبيرا ، لأن إسلام مثل هذا الشاعر الفذ العظيم ، له أثر في نصرة المسلمين ، وفي الذب عن أعراضهم ، وكما أسلفت الإعلام له شأن كبير في بلاد المسلمين ، لو أنهم أحسنوا إدارته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://koka1.yoo7.com
 
العبر من غزوتي حنين والطائف : الشيخ زيد البحري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه : الشيخ زيد البحري
» ( كيف تنصر نبيك - صلى الله عليه وسلم - ؟ ) ) : الشيخ زيد البحري
» شمائل الرسول عليه الصلاة والسلام 1 : الشيخ زيد البحري
» " عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وحكم من سبهم " : الشيخ زيد البحري
»  حنين الذاكرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات خوخا :: اسلاميات-
انتقل الى: